المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعتذار بين الزوجين ثقافة مفقودة .


المها
03-03-2011, 04:47 PM
الإعتذار بين الزوجين ثقافة مفقودة .




" آسف "




كلمة صعبة علي الكثيرين فهي تعني لدى البعض انتقاص من الكرامة والقيمة ،
وتعني لدى البعض الآخر نوع من الإذلال والقهر ناتج من موقف سخيف يعتبر نفسه وضع فيه حين يردد هذه الكلمة علي مسمع أحد ,
خاصة بين الزوجين ، حتي لو جاءت بعد طول خصام وعناد ,
رغم ان لهذه الكلمة في بعض الأحيان مفعول السحر تمحو كل الأخطاء ,
لكن أيهما أصعب في الاعتراف بالخطأ وترديد

" آسف" الرجل أم المرأة .


هناك اختلاف جوهري في تحمل مسئولية الفعل,
فقد اعتذر لأنني موقن بالخطأ وتكون هناك مصداقية حقيقة,
ويجب أن نشعر الطرف الآخر بكلمة الاعتذار قولاً وفعلاً,
إلى جانب أنه قد يلجأ الفرد لتبريرات داخلية لإقناع نفسه بعدم الاعتذار .

وإن العلاقات البشرية مليئة بالأخطاء والهفوات,
خاصة عندما يتعايش شخصان من بيئتين مختلفتين تحت سقف واحد كما بين الأزواج ,
ولأن العلاقة بين الزوجين من أسمى وأقوى العلاقات البشرية,
و المودة من أهم الأسس لذلك الرابط المقدس,
فلا فارق فيمن يبدأ الاعتذار أو من المخطئ عند الخطأ طالما أن هناك محبة ورغبة في استمرار الحياة الزوجية .



العناد وخراب البيوت


كثيراً من الرجال يعتبرون الاعتذار
تقليل من الكرامة والقدر أمام الزوجة لكنه فعل خاطئ,
لأن أوجه وأشكال الاعتذار المختلفة كفيلة بتوفير صفاء بين الزوجين,
وتراض من دون أن يشعر أحد الطرفين بأنه أقدم على ما ينقص من شأنه وقدره أو بانتصار الطرف الآخر .


و إن العناد والكبرياء من أهم أسباب الدمار وخراب البيوت الزوجية ,
التي تقوم على المحبة والتفاهم المشترك,
فالاعتذار المباشر أفضل وأقصر الطرق للتراضي بين الزوجين,
خاصة إذا ما شعر أحد الطرفين بأنه أخطأ في حق الآخر
وسارع ليبادر بالأسف عما صدر منه خاصة إذا كان في تصرفه إهانة
أو تقليل من قدر الآخر,فكلمة "آسف" أو "سامحيني" ليست بالصعبة أو المستحيلة,
ولا تعني أن صاحبها قلل من قدر نفسه أو قدم تنازلاً كبيراً,
كما إنها ليست انتصارا للطرف الآخر كما يعتبرها البعض .

وإن القدرة على التسامح أو العفو تختلف من شخص لآخر,
فهناك من يتطلب بذل جهد كبير لكي يصفو من الطرف الآخر,
خاصة حينما تكون المشكلة كبيرة لكنه فى الواقع هذا الشخص يكون غير مرن
وطوال الوقت يرى نفسه صحيح ولا يخطأ,
وبالتالي فليس لدية الاستعداد لتقبل اعتذار من الطرف الآخر,
و يجب أن يضع الطرف الآخر نفسه مكان الأول ويسأل نفسه ,
هل سيكون سعيد معه بعد ذلك في حياته المقبلة أم لا ؟ .


أصناف الاعتذار

وجديراً بالذكر أن الاعتذار تقويم لسلوك سلبي
يظهر من خلاله مدى شجاعة الفرد على مواجهة الواقع,
وعلى الرغم من أن هذه الثقافة غائبة لدى أغلب أفراد مجتمعاتنا العربية ,
حيث يعتبر الشخص المخطئ أن الاعتذار تقليل شأن بينما العكس صحيح,
فالاعتذار قوة شخصية , واتزان التفكير والقدرة على مواجهة الحياة.


وينقسم الناس في إدراكهم لثقافة الاعتذار إلى 3 أصناف ,


فالأول هو السريع

ويوصف بأنه مراجعة النفس مباشرة عند وقوع الخطأ الغير مقصود
والسلوك السلبي عند حالة الغضب,


والثاني هو الاعتذار

بعد مراجعة النفس و يأتي متأخراً نوعا ما ,
بعد أن يقضي المخطأ حالة مراجعة للموقف ومحاكاة النفس.

حيث ينتابه حالة تأنيب الضمير وقد يبدى اعتذارا رسمياً أو يدبر موقفاً غير مباشر,
ليبين رغبته في تصحيح سلوكه,


والثالث هو ما نعانيه في مجتمعاتنا ,

وهنا الشخص يكون مدرك تماما لحجم أخطاءه ,
لكنه يكابر و يمتنع عن الاعتذار ويطالب الناس أن تتقبله كما هو ,
وبلا شك أن النوع الثالث من الناس يعاني من ضعف الشخصية ,
وعدم القدرة على مواجهة المواقف وكذلك يمكن أن يوصف بالغرور .



طرق الاعتذار


هناك طريقة غير مباشرة للإعتذار خاصة للرجال,
وجود بعض من الدلالات على الزوجة أن تتفهمها عندما يقوم زوجها بها
خاصة بعد حدوث مشكلة ما بينهم ويحاول أن يعتذر لها ,ومن ضمن هذه الدلالات
إذا حدثك زوجك عن برنامج معين أو علق على ما تشاهدون ,
أو أمور متعلقة بعمله أو بالأبناء ومشاكل المنزل,
فهذه بداية لما بعد الخصام,
وعلى الزوجة أن تجيبه وكأن شيئا لم يحدث .


إذا اتصل بك زوجك على غير عادته بحجة سؤاله عن شيء
ما فهذا يعني أنه يرسل لك رسالة بأن الأمور بينكما طبيعية,
وأن الاتصال هو بادرة منه لتصفية الوضع,
فلا تترددي بالإجابة ونسيان الأمر ,
وعندما تجدين زوجك متعاوناً على غير عادته في شؤون المنزل,
و حتى في أموره الخاصة و يسألك إن كنت بحاجة لمساعدته,
فهذه رسالة تحمل بين طياتها تقديره لك ولعملك,
وأنه موجود بالقرب منك ليكون عوناً لك,
لبي طلبه بالمساعدة حتى يعلم أن الرسالة وصلتك,
ويعتبر الرجل أحياناً بأن الهدية تعبر أكثر من الكلام عن اعتذاره
وطلبه السماح من زوجته,
ليفاجئها بهدية أو زهرة تقول أحبك وتعبر عن اعترافه بخطئه بشكل غير مباشر.


أما عن خطأ الزوجة في حق زوجها وكيفية مصالحته
فأن المرأة تختلف عن الرجل في تعبيرها عن الاعتذار,
ورغم أنها تميل أكثر منه للطريق المباشر ومستعدة له أكثر إلا أنها أحياناً
تفضل الطرق غير المباشرة, فقد تلجأ المرأة إلى المظهر الجذاب ,
فعندما يجدها الزوج أجمل وأبهى زينة لها عند عودته للمنزل,
أو قد ترتدي ما يحبه من الثياب عليها, فهي تقول بذلك إنها تشتاق إليه وتفتقده .
كما تعلم المرأة أنها تمتلك أسلحة طبيعية يضعف الرجل أمامها,
كدلالها فسرعان ما يصفو لها ويغفر لها هفواتها .


وأخيراً

هذه بعض النصائح للزوجين

منها عدم العناد والإصرار على الرأي, فبعض التنازلات تسير الأمور,
وطرد فكرة أن الاعتذار هو قلة قدر أو إهانة فلا كرامة بين الأزواج ,
واسترجاع الذكريات الجميلة بينهما,
وتفهم كلا الطرفين لغضب الآخر حتى لا تتفاقم الأمور وتكبر المشكلة,
فعندما يشد أحدهما على الآخر أن يرخي الحبل لتهدأ الأمور.


مما أعجبني *،