عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2010, 06:17 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو
 
الصورة الرمزية نسمـــات
 

 

عرض البوم صور نسمـــات
 
المشرفة المميزة

نجمة المنتدى


مـجـمـوع الأوسـمـة: 2 (الـمـزيـد» ...)

إحصائية العضو







نسمـــات غير متواجد حالياً

 

افتراضي ماذا عن حقوق الرجل؟


المنتدى : الإعلام المقــروء

[فقط الاعضاء المسجلين هم من يمكنهم رؤية الروابط. اضغط هنا للتسجيل]
[فقط الاعضاء المسجلين هم من يمكنهم رؤية الروابط. اضغط هنا للتسجيل]

كانت المتحدثة على شاشة التلفاز، وهي ناشطة في حقوق الإنسان تتحدث عن ظاهرة العنف على النساء في مجتمعاتنا العربية، وتطالب بوضع حد لهذه الظاهرة، لأن ضحاياها من النساء يعانين كثيرا من الآثار النفسية له.
شيء ما جعل قصة رواها لي صديق من دولة عربية شقيقة تقفز إلى ذهني فجأة. والقصة باختصار أنه (صديقي) كان يستقل حافلة عامة اكتظت بالناس وقوفا بعد أن امتلأت المقاعد على آخرها.. ركبت امرأة في منتصف العمر وانحشرت بين الوقوف من الرجال، فنهض أخو مروءة من مقعده داعيا السيدة للجلوس مكانه.
قرب محدثي كان ثمة مجنون يلقي بالكلام على عواهنه ضابط أو رابط. التفت إلى محدثي وقال متهكما وهو يضحك ساخرا من أخ المروءة: انظر إليه العبيط، صدق بأن المرأة ضعيفة فوقف وأجلسها. ثم أردف ضاحكا وهو يقول له: إنك لا تستطيع حمل حقيبتك هذه رغم صغرها طوال اليوم، وهذه الضعيفة تحمل إنسانا في بطنها تسعة أشهر (طالعة نازلة نائمة صاحية).
مقولة: إن النساء ضعيفات هذه لا بد أن تكون وراءها امرأة، وعمل الرجال على تثبيتها وترسيخها إرضاء لغرورنا. يا أخي أنت تضحك ملء شدقيك حين تضحك، وتنطلق دموعك حارة بعفوية وبلا إرادة حين تبكي. أما المرأة فتضبط ضحكتها حسب رغبتها ونوع التأثير الذي تريد إحداثه، وكذلك هي عند البكاء.
ثم ختم المجنون: قال ضعيفة!! هه ثم أطلق ضحكته الساخرة. محدثي، وهو من المثقفين الثقاة قال: جعلني هذا المجنون أفتح عيوني على سعتها قارئا صدق ما قال فيمن هم حولي من الرجال والنساء، والشيء المخيف أنني وجدت بأنه كان صائبا بأكثر مما أتوقع، بل أكثر مما كنت أريد وأرجو.
تذكرت تجربة صديقي وأنا أستمع إلى المتحدثة الفاضلة، وهي تكاد تقيم سرادق للحزن على حال المرأة في بعض مجتمعاتنا العربية..
وفكرت قائلا لنفسي: هذه الأرقام مثل ضحكة المرأة وبكائها.. تعرض (توظيفا) لها، بمعنى أن لها هدفا محددا، وهو الاستنزاف العاطفي لقوى المجتمع لتحقيق المزيد من المكاسب للنساء.
وإلا.. هل توجد منظمة ما لتضع بين يدينا أرقاما مماثلة ترصد لنا ضحايا النساء من الرجال؟
كلنا ـــ رجال ونساء ـــ نعرف كثيرا من الرجال دخلوا السجون ـــ منهم القاتل والسارق والمرتشي ـــ بسبب النساء، وكثيرون فقدوا شرفهم وساءت سمعتهم بسبب نسائهم، وكثيرون من فقدوا عقولهم، ومن انتحروا، ومن انتهوا إلى التشرد والإدمان، ونعرف جميعا نماذج من رجال كانوا يمكن أن يصبحوا عباقرة وعلماء فانتهوا إلى الفشل والإحباط.
ألا يحسب هؤلاء ضمن ضحايا النساء؟
سينهض واحد من هيئة الدفاع عن النساء في وجهي صائحا: ولكننا نتحدث عن العنف والإيذاء الجسدي، أعرف ذلك.
ولكني أدعوه إلى أن نوسع مفهوم العنف قليلا، فلا نختزله في الإيذاء، ولكن، وحتى في حدود هذا التحديد الضيق، قرأت لناشطة في حقوق الإنسان أطلقت تحذيرا بأن مجتمعاتنا العربية أخذت تتفشى وتستفحل فيها ظاهرة العنف الجسدي من الزوجات ضد الأزواج، وأسمح لنفسي بالقول: إنني أعرف نماذج من هؤلاء الأزواج الضحايا من الذكور، دون أن أسمح لنفسي ذكر أسمائهم وفضحهم والتشهير بهم بين قبائل الرجال.. ولا أشك في أن هذا التشهير (سيفش غل) الكثيرات ممن لا يتمتعن باللياقة الجسدية لإيذاء أزواجهن جسديا، ويجعل من استطعن ذلك يطرن فرحا وتيها وفخرا.
على كل.. إذا ما توسعنا قليلا بمفهوم العنف، سنجد أن العنف الذي تمارسه النساء على الرجال أكثر وأضر وأوسع، لأن أغلبه يقع في دائرة العنف والإيذاء النفسي، ومعلوم أن الإيذاء النفسي أبلغ ضررا وأقوى تأثيرا.
وللحديث بقيه الأسبوع المقبل.
* أكاديمي وكاتب سعودي
[فقط الاعضاء المسجلين هم من يمكنهم رؤية الروابط. اضغط هنا للتسجيل]

 

 


   

رد مع اقتباس