عقول زئبقية فارغة ومصنوعة من تنك مصدي!
راودتني جملة اعتراضية وأنا أستمع لأحد الأخوة وهو يتحدث بحرارة ويقول بنوع من استحضار الكوميديا السوداء, أنهُ حزين جداً على تلك العقول (( السعودية )) النظيفة, التي لم تستهلك قط من قبل وسيموت أصحابها دون أن يستخدموا تلك العقول الخاملة والمُحنطة!
فتلك العقول البشرية ما تزال – فرش – ومثل ما يقولون من وارد الوكالة, لم تستخدم من قبل؟
طبعاً الأخ كان يستغرب من خنوع هذا الشعب لسيطرة آل سعود, ويتعجب من خنوعهم وتبعيتهم المُطلقة دون أن يُعارضوا ذلك الفساد المُستشري والإفساد المُمنهج سواء للبشر أو تبذير الثروات.
وأنا أفهم قصده جيداً عندما يصف تلك العقول بالنظافة المزاجية, ولكنني وجدت في كلامه هذا فرصة سانحة لي لكي أنطلق في ذكر ملاحظاتي وتدوين قراءاتي للعقلية السعودية المُثقلة بالهموم, من باب التعليق على نظافة تلك العقول التابعة؟
وها أنا أُسجل اعتراضي فقط على مسألة أو مُصطلح العقول النظيفة, وسأشرح السبب في هذا المقال مُخالفاً رأي الأخ صاحب نظرية العقول ((السعودية)) النظيفة؟
وسبب اعتراضي على جملة صاحبنا من أنها عقول نظيفة صاغ سليم لن تدعك أو تُستهلك قط؟
أقول أنهُ مخطئ كثيراً وغير مُدرك للضغوط والاستهلاك المُفرط لتلك العقول النخرة حتى باتت معطوبة وتحتاج لفرمتة كما تُفرمت ذاكرة أجهزة الحاسوب؟
فالعقول ((السعودية)) يا سيدي هي من أكثر العقول البشرية استهلاكاً للتفكير العبثي واجتراراً لتوافه الأمور على سطح المعمورة؟
فالعقل ((السعودي النظيف )) كل يوم يُجهد ويُدعك ويُستهلك حسب خطة مُمنهجة لنخر مخه وتشتيت أفكاره وتخريب وإفساد أخلاقه من خلال لقنوات الفضائحية السعودية.
وهو أي (العقل السعودي) مُجهد حتى الثمالة في لعبة ورق البلوت – البوكر – فتجد المخ السعودي ينشغل لعدة ساعات في حساب بنت السبيت وبنت الديمن وبنت الشريا وبنت الهاص ووو الخ
هذا في عالم اللعب أما في الواقع فهنالك بنات كُثر ومن شتى بقاع الأرض ويبقى الفكر والعقل السعودي مشغول دائماً في مُطاردة الحسناوات ومُغازلة البنات الناعسات.
أما الانشغال الآخر المُضني والمجهد الذي يواجه العقلية السعودية فهو عملية حساب نقاط وترتيب النادي الرياضي المُفضل لدى عقلية المُشجع السعودي سواء كان نادي الزعيم أو العميد أو العالمي أو القلعة أو ..الخ.
وهنا على صاحب اللب السعودي النظيف أن يُرهق عقله ويشغل فكره ويجهد مخه في مُتابعة أخبار ناديه وحضور مٌبارياته والتشجيع المُفرط, والنفاح المُستميت عنه أمام بقية الأندية, وبهذا يكون قد فقد العقل وأهدر الكثير من طاقته في الاهتمام بالأندية الرياضية التي وصلت في حالة السعودية إلى أخطر مراحلها وهي مرحلة الإدمان المُميت.
ثم حلت طامة العقول أو مُصيبة تغييب الإدراك الحسي للسعوديين من خلال مُشاركتهم في المُساهمات والشركات الربحية السعودية الوهمية وغير الوهمية, التي أكلت الأخضر واليابس وسلبت الجيوب والعقول السعودية فأفقدتهم الصواب ومن تلك المُساهمات على سبيل المثال لا الحصر كل من :
مُساهمات الجواهرجي بالمدينة المنورة وكانت بمبلغ 1.2 مليار دولار.
مُساهمات العيد والجمعة وكانت بمبلغ 400 مليون دولار.
مُساهمات الجهني وشريكه الشمراني بجدة وكلفت 1.2 مليار دولار.
مُساهمات العصلاني بالطائف والتي كلفت 1.1 مليار دولار.
مُساهمات أم القرى في مكة المكرمة وقد بلغت 3.3 مليارات دولار.
مُساهمات الصريصري في مدينة جدة والتي بلغت 300 مليون دولار.
مُساهمات العطياني في جدة أيضاً وكلفت هي الأخرى 400 مليون دولار.
مُساهمات مكتب الفيصل والتي كانت بمبلغ وقدره 100 مليون دولار.
مُساهمات العسيري والتي بلغ ثمنها 1 مليار دولار.
مُساهمات معجب بالمنطقة الجنوبية وبلغت 900 مليون دولار.
مُساهمات ابن عبدان في جدة والرياض بكلفة 1.5 مليار دولار.
مُساهمات شركة كراون والتي تعمل منذ خمسة وعشرون عاماً وما زالت!
مُساهمات الشركة الأوروبية للتأمين والتي كلفت 700 مليون دولار.
مُساهمات البيض مع معروف سليمان والتي بلغت 420 مليون دولار.
مُساهمات سوا مع توفيق الزهراني والتي شفطت مبلغ 1.3مليار دولار.
مُساهمات مشروع بجزر البندقية التي كلفت 600 مليون دولار.
فاستمرت تلك الحالة الذهنية تُشغل وتُعطل حاسة التفكير والوعي لدى الفرد (( السعودي)) المُثقل بالمصائب, حتى فقد الكثير منهم لبه السليم قبل أن يخسر جميع مدخراته في تلك المٌساهمات التي توقفت بأمر سامي من قبل السلطات العليا السعودية دون معرفة السبب, وقد صودرت تلك الأموال وضاعت الحقوق, وسكن أغلب المُشاركين في تلك المُساهمات في مُستشفى شهار للمجانين.
ثم أتت كارثة الكوارث أو أم المصائب وهي فاجعة سوق الأسهم, وذلك عندما غيب آل سعود عقول الشعب بطريقة مُبتكرة يعجز عنها حتى كبار الأبالسة, فاشغلوا أصحاب العقول السعودية النظيفة ودفعوهم إلى ولوج سوق الأسهم السعودية!
وقد نجحوا نجاحاً باهراً في توريط هذا الشعب المُغيب والسهل الانقياد فجعلوه يُراهن على كل ما يملك, حتى دفعوا البدوي البسيط لأن يبيع دوابه وشياهه, وأغروا الفلاح القنوع لأن يهجر نخيله ويستوطن صالات الأسهم!
فتفرغوا جميعاً للمضاربة والمُراباة على طريقة ابن سعود في سلب الأموال وتدوير الأرباح بين الحمقى والمُغفلين, قبل أن تدور عليهم الدوائر وتعود الأموال لخزينته من جديد!
فأصابوا تلك العقول ((السعودية النظيفة)) على قول صاحبنا بفيروس المُضاربة القاتل واخترقوهم بداء وحمى المُرابحة الربوية السريعة, فاشغلوهم بجني الأموال القذرة الطافية على السطح لفترة وجيزة, ولما أوهموهم بالنجاح وأغروهم بالسباحة نحو العمق بادرتهم أسماك القرش السعودية الحقيقية المفترسة وليس المسعودة بالتابعية, فقطعت أوصالهم على مرأى من العالم أجمع؟
فتم افتراسهم جماعياً في محرقة مالية رهيبة لم يشهد لها التاريخ مثيل من قبل, فحق لنا أن نُسميها هولوكوست العقول السعودية المعطوبة.
ومن ثم أفلست تلك العقول السعودية المُكابرة التي لم تستمع للنصائح ولم تتعظ من التحذيرات المُتكررة, فأصاب أصحابها العطب وتوقفت عن العمل وذلك عندما فقد أهل العقول النظيفة كل مُدخراتهم برمشة جفن فتبخرت الأحلام وانهارت الطبقة الوسطى في المُجتمع بأكملها!
رب قائل يقول أن كل الأمم بدون استثناء تتعرض للخداع المُتقن وتقع فريسة في شراك المُحتالين, وعادةً ما تسقط ضحية في براثن الوهم السريع للإثراء غير الشرعي؟
ومن حق ((السعوديين)) حالهم حال بقية الشعوب أن يطمحوا ويسعوا مثل بقية البشر لتحسين أوضاعهم ورفاهية أبنائهم, بأي وسيلة كانت والأمر لا يخلوا من المُغامرة؟
والجواب أن هذا التبرير قد ينطبق على مواطني دولة فقيرة لا تجد ما يسد أود شعبها, لذلك تجد أن المواطنين هناك يسعون بأي وسيلة لكسب العيش وتأمين سبل الحياة.
إلا أن ما يحصل في رحاب المزرعة السعودية الفارهة يدعو للشفقة والحنق بنفس الوقت؟
فشعب معدود الأنفس يعيش في قارة ويجثم فوق أكبر ثروة نفطية في العالم, وحكومته لم تخض ولا حرب واحدة, وهي عميلة بجدارة للغرب وخادمة بامتياز للمشروع الصهيوني, وتنتج يومياً 12 مليون برميل من النفط؟
وتعداد شعبها الحقيقي لا يتعدى الـ 16 مليون نسمة؟
ومع هذا تجد أبنائها يُعانون من الفاقة والبطالة وتراهم يحملون على رؤوسهم مكائن الخياطة الهندية القديمة من سنجر, لغرض الإثراء السريع والعيش الرغيد!!!
وصدق الشاعر العربي حينما قال :
كالعيس في الرمضاء يقتلها الظمأ *** والماء فوق ظهورها محمولُ!
فترى هذا الشعب المُغيب بطريقة سحرية غريبة شبيهة بتمائم الزئبق الأحمر المزعوم, يجري خلف أوهام الثراء الزئبقي السنجري وثروات الدنيا محبوسة تحت قدميه!!!
الغريب أنهم تفوقوا على تقنيات وكالة ناسا في إكتشاف ذلك المعدن الزئبقي النفيس؟
فمن خلال تمرير الهاتف الخلوي بالقرب من ابرة المكينة يتم إكتشاف وجود ذلك الزئبق النفيس من عدمه!!!
ولو قام أي دلال سعودي مُعدم ممن يبيعون تلك المكائن الخارقة, وبصق على الأرض وحفروا مكان تلك البصقة, لوجدوا بترول زئبقي أسود وليس أحمر يكفي ليغني فقراء العالم العربي جميعهم!
والمصيبة أنهم يظنون أن ابر تلك المكائن السحرية تحوي على مادة الزئبق الأحمر!؟
وأنا أجزم وعلى ثقة تامة أن ابن سعود قد استلقى على ظهره من الضحك حتى أدمعت عينيه وهو يرى تلك الحشود من أبناء هذا الشعب المُغيب, وهم يلهثون خلف سراب وشائعات الزئبق الأحمر, بينما آل سعود يستولون على كامل ثروة الزئبق الأسود وهو البترول, ويحتكرونه لهم ولأبنائهم وللمقربين منهم.
فمن يترك الثروة الحقيقة ويلهث خلف السراب ويُصدق الخرافات فلا تنفع معه إلا سياط ابن سعود.
صدقوني هو ليس قنوط أو محاولة لجلد الذات, بل حقيقة باتت راسخة وأن هذا الأمر يحتاج لوقفة طويلة ويستدعي عملية فرمتة عاجلة للعقل السعودي المعطوب والمُدجن!
فأولاً : مادة أو خام الزئبق الأحمر, لا يوجد في الأرض كمادة حُرة منفصلة بل هو يستخرج عن طريق تعريض بعض المواد المعدنية الأخرى للإشعاع كخام الذهب مثلاً.
ثانياً : هل من المعقول أن الشعب الهندي الكادح المُعدم الذي لا تفوته فائتة, يقوم بتصنيع مكائن خياطة متواضعة جداً من ماركة سنجر ( الأسد والفراشة ) وغيرها من نماذج أخرى, ثم يضع فيها ابر خياطة لا يتجاوز سعر الإبرة الواحدة بضعة هلالات مصنوعة من مادة ثمينة وغالية جداً, ولم يكتشفها إلا السعوديين فقط!!!
أفلا يحتاج هذا الشعب العليل السقيم لعملية فرمتة عاجلة للعقول وإعادة تفعيل وإنعاش المخ من جديد؟
ولو سألت أي ((سعودي)) مُطلع عن رؤيته لبقية أشقائه العرب؟
لقال لك أن المصري : شخص نصاب وعايش على الفهلوة!
والمغربي : شخص انتهازي يَسلك أقذر الطرق للوصول لغايته.
والفلسطيني : شخص مُشرد حسود وحاقد ويضمر لنا الشر!
واللبناني : رجل أعمال مُفلس وفشخرة كذابة ودينه ومعبوده الفلوس!
والعراقي : شخص غدار متهور أهوج وخطير ولا يؤمن جانبه!
والأردني : شخص جاهل وصولي ولا يهمه إلا مصلحته!
والسوداني : شخص كسول وعنيد كثير التململ والشكوى.
وكل هؤلاء العرب وغيرهم في نظره يحقدون عليه ويحسدونه على النعمة الرغيدة التي يعيش فيها!؟
من يدري ربما يحسدونه على مكائن الـ سنجر؟
والحقيقة أن كل هؤلاء العينات أثبتت التجارب أنهم يثورون على الأنظمة الطاغية الباغية ويغيرون الحكام ويعملون بجد واجتهاد, ويناضلون ويجتهدون ويكدحون, وحتى السوداني رغم اتهامهم له بالكسل فهو يشقى ويتعب ويتغرب عن وطنه لكي يأتي يرعى ابل صاحب العقلية الفذة, رغم صعوبة مراسها وعسر المهمة!
فمن هو الكسول الحقيقي إذن؟
عموماً فحسب تفكير العقل السعودي الذي استلهم تلك الأفكار والتبريرات والأعذار من قبل ولاة أمره, بأن الجميع يحقدون ويتآمرون عليه, وكل العرب يستغفلون الشخص السعودي وهو مُعرض دائماً لمكائد وحيل هؤلاء الطامعين؟
وتحصيل حاصل فهذا يعني أنهُ شخص غبي ويسهل الضحك عليه واستغلاله, وكذلك يُثبت أنهُ عينة قابلة للتلاعب وتستوعب الخرافات وتستسيغ تمرير الإشاعات الكاذبة, طبعاً هذا التفسير حسب نظرية وتفكير العقلية السعودية الفذة.
أخيراً وبما أن الشيء بالشيء يذكر فأن صاحب إشاعة مكائن الخياطة الأسطورية التي تحوي على مادة الزئبق الأحمر, ذكرت الصحف السعودية بأنهُ مواطن أردني مُقيم في مدينة تبوك؟
فإذا كان عامل أردني بسيط قد خدع 90% من أفراد الشعب ((السعودي)) المُختار!
فهل نلوم ذلك الأردني الداهية الذهين؟
أم نلوم أصحاب العقول التنك الصدئة؟
أقول خلوها مستورة أزين.
02-23-2011, 02:20 PM
عقول زئبقية فارغة ومصنوعة من تنك مصدي!
العرض العادي
